سواحرة الواد في بيت المقدس الشريف و أكنافه

صدر مؤخرا في القدس دراسة بحثية تاريخية استقصائية للأستاذ محمد عقل بعنوان :

(( سواحرة الواد في بيت المقدس الشريف ة أكنافه ))

تقع الدراسة في 377 صفحة من الحجم المتوسط .

و موضوع الدراسة يتمحور حول السواحرة الذين تمتد قريتهم من قمة جبل المكبر جنوب القدس الشريف إلى

البحر الميت و هي بالمناسبة مسقط رأس الكاتب و مكان إقامته ، و واضح أن الكاتب قد استفاد كثيرا في

بحثه هذا من عمله السابق في مؤسسة أحياء الثراث و البحوث الإسلامية في وزارة الأوقاف الفلسطينية

كما هو واضح المجهود الضخم الذي بذله في سبيل عمل هذه الدراسة غير المسبوقة في تاريخ قريته حيث

اعتمد على أكثر من مائة مصدر و مرجع بثلاث لغات هي العربية و الأنجليزية و العبرية

و إن كان العامود الفقري هو سجلات المحمة الشرعية في القدس .

و قد تطرق الباحث في كتابه إلى أصل السواحرة و سبب تسميتهم و اصولهم و نسبهم

و مراحل تطورهم الإجتماعي و الإقتصادي و علاقتهم مع جيرانهم و ملكية أراضيهم و كيفية تقسيهما

بينهم و إلى أعدادهم في المراحل المختلفة و إلى المقامات و الخرب و الآبار و المالم الأثرية .

كما بحث الكاتب في الحياة الدينية و العلمية و بدايات تأسيس المدارس و إلى المشاهير من السواحرة

كالمرحوم الشيخ العالم حسن السرخي الذي كان عالما تقيا له مؤلفات في العلوم الدينية و إلى شيوخ

العشائر و دورهم القيادي .

و تطرق إلى التقسيمات العشائرية في السواحرة حيث ينقسمون إلى عشيرتين رئيسيتين

هما الهلسة و الجعافرة و كل عشيرة تنقسم إلى عدة حمايل و كل حمولة تنقسم إلى عدة عائلات .

و عاد الكاتب إلى مشاركة السواحرة في ثورة 1939 و حرب 1948 و كيف كان قادة الثورة و مقاتلوها

يعسكرون في مضارب البلدة آمنين .

كما وضح سجلا بأسماء شهداء البلدة و جدولا بأسماء المعتقلين المحكومين أحكاما عالية

و يلاحظ أنه اعتمد في ذلك على استبيانات وزعها على بعض الأشخاص ممن لم يعاصروا تلك المراحل

مما جعل المعلومات منقوصة أو غير صحيحة التاريخ أو حتى مجهولة التاريخ مثل الشهيدين جميل حمدان

سليم زحايكة و محمد محمود عبد ربه خلايلة .

حيث لا توجد سنة لاستشهادهم مع أنهم استشهدوا في حرب حزيران 1967 .

كما أن الإعتماد على بعض المراجع غير الوثوقة كان له أثر في إيراد معلومات غير دقيقة مثل تاريخ افتتاح

المدرس فمدرسة ذكور السواحلة الغربية افتتحت العام 1944 في حين افتتحت مدرسة ذكور السواحلة

في العام 1946 .

و جهد الباحث واضح في عشرات الوثائق الشرعية التي صورها و بحث فيها من سجلات المحكمة

الشرعية في القدس و التي تحتوي على أراضي و مواقع في القرية أو على أسماء أشخاص في قضية

ما كعقود الزواج أو تقسيم الميراث أو خلافات على أراضي أو غيرها و تنبع أهمية هذه الوثائق أن

عمرها مئات السنين و أنها تفيد الأجيال الحالية و اللاحقة في التاريخ لأنسابهم و معرفة أجدادهم .

و المطلع على الكتاب سيفاجأ بمعلومات موثقة لم يكن يعلمها لا هو و لا غيره من قبل

و ذلك لعدم وجود توثيق سابق لهذا البحث و من خلال الوثائق يظهر أن السواحرة تمتد جذورهم في

أكناف بيت المقدس إلى مئات السنين و أنهم ليسوا وليدي هجرات عربية حديثة .

يبقى أن نقول إن هذه اللمحة السريعة عن الكتاب لا تعني شيئا عن قراءته فهو يشكل إضافة نوعية

للمكتبة الفلسطينية و العربية في التريخ للبلدات الفلسطينية .

» موسوعة الحديث الشريف-تحميل